ربما استعجلت في كتابتي هذه لكنه الإنطباع الأول دائما يبقينا في دائرة التقييم المضطرب والعفوي ربما !
رواية جميلة شخصياتها ثرية ... وكل شخوصها أبطال من وجهة نظري على الأقل .. ناصر ومها .. ديار و مس تنغل حتى والد ناصر المتوفى كان بطلا في مخيلتي ... أربعة أيام استغرقتها لقراءة هذه الرواية أو ربما لأعيشها .. ناصر ذاك الفتى الذي عانق العشرين ومابعدها كاتب فتي وشاعر مرهف أما مها فتاة مثقفة تقرأ كثيرا وتحب كثيرا وقلبها أشبه بمرر غرف تتوسطه غرفة ملكية أقام فيها ناصر سنة وأربعة أشهر لتنتقل بعدها مها للعيش في غرفة عادية موحشة الزوايا مرغمة كما يتعذر عنها ناصر .. عاش ناصر مع مها ملء حبهما جنونا عقلا خيالا واقعا .. كل هذا في الرياض .. قبل أن تتزوج مها " المخطوبة أصلا " بسالم وتترك ناصر مصلوبا بين خيارين :الموت أو مها .. عانى ناصر ولم تسلم كليتاه كما لم تسلم نفسه .. قرر الرحيل بعيدا إلى بلاد تقتل حزنه محاولا تشتيت جسده بين جراحات الغربة والفقد والشوق لقناعة في نفسه أن الجرح الواحد أفتك على الجسم.
يصل ناصر مدينة كندية ماطرة تدعى فانكوفر ليلتقي مس تنغل تلك العجوز التي تعاند الدنيا على كرسيها المتحرك منذ ثلاثين سنة .. والتي عوضها ناصر عن ابنها أما هي فقط شغلت مكانة تشبه مكانة الأم عند ناصر .. مس تنغل لم تكن الوحيدة هناك كان ديار ذاك العراقي الخشن الذي ميز جبينه عرقان متنافران كدجلة والفرات حسب وصف ناصر .. عاش ناصر ما يربو عن السنتين تعلم كيف يوظف الحزن وكيف يسقي نفسه دمعا .. كان سخيا في دموعه على عكس عادته قبل أن يحب مها تعلم الكثير من مس تنغل التي ماتت فيما بعد ومن ديار الذي لخص في شخصه بلاد العراق والذي انتقل مؤخرا إلى لندن .. ليبقى ناصر وحيدا يحاول أن يكتب روايته التي لم تنتهِ إلا كما أراد لها بعد أن أعلن ثورته التي تغذت على بقايا يأسه قرر استعادة مها بنفسه ليكمل الرواية في الرياض ومع نشر الرواية التي تخطت البحار لتصل مها تحقق مراد ناصر .!!
هذه قراءتي الأولى ولا أظنها الأخيرة ... اعذروني فأنا لازلت مخدرة ^_^
اقتباسات :
- لا يكون الحب قرارا أبدا , إنه الشيء الذي يختار اثنين بكل دقة ويشتعل بينهما قبل المواجهة ويتركهما في فوضى المشاعر دون دليل إنه يريدهما بذلك أن يتعلما أول دروس الحب كيف يحتاج كل منهما الآخر.
- الأقلام التي تأخذ رؤوس أحزاني وتكمل البكاء على الأوراق هي أقلام تعودت على شكل يدي وطريقتها في إثبات حضورها على الورقة فأنا عشوائي جدا في بذاري ألقي البذور ولا يهم أين وقعت وكيف ستنمو ومن سيرعاها حتى تكبر ففشلت مني الكلمات وتعصمت آخرى فنجت.
- فرق بين الإعتراف المنهمر وبين الذنوب فقط مثل محاضر التحقيق من الإرهاق أن أكون عبر قلم ومتهما ومحاميا ولا شاهد إلا ذاكرة متعبة ولا جريمة إلا حب شارد !
- الكتابة نقص المناعة المكتسبة للروح كما هو الإيدز نقص المناعة المكتسبة للجسد.
تخيلي أن تكون مناعتي ضعيفة إلى هذا الحد وأمرض بامرأة مثلك .
- هل أنفض يدي من حبك الذي جاء من حيث لا أدري , وراح من حيث لا أستطيع اللحاق به ؟
حتى وإن فعلت, أي امرأةٍ تلك التي ستكفيني بعد أن رفعتِ أنتِ سقف الكفاية إلى حد تعجز عنه النساء؟
- كذبة أن أخصب أوراق الحب هي الصحراء كذبة كل أساطير العشق التي أخرجها التاريخ من عندنا , عذرة هذه قرية خيالية ضاعت مثل إرم حصان سافر عكس اتجاه الحقيقة , الصدق الوحيد هو أن قيسا الذي قبض الجمر بكفيه أمام ورد, وعروة الذي استفهم الحب من شيبات عفراء كلهم كانوا نطفا خاطئة خارج رحم المنطقة .
- خطأ ما وقع لا ندري أين لا ندري متى محا الحب من قائمة المشاعر وكتبه في قائمة الفضائح فصار هذا الحب منبوذا قبل أن يفهم مرفوضا قبل أن يتكلم ومنفيا خارج حدود الوطن حتى قبل أن يفكر في التمرد.
- أنا الذي لا تقتلني أحزاني بقدر ما تقتلني أحلامي آمنت أنه يجب أن أتخلص من الأحلام الزجاجية التي انكسرت وإلا آذتني شظاياها .
- ((عندما لا يمكن للحياة أن تستمر لا بد أننا نحتاج إلى وقفة طويلة للحزن , الحياة تكره أن نتجاهل ضرباتها لنا , وترفض أن نستمر فيها دون أن نقف عديدا لنعلن انهزامنا أمام سلاحها القدري إننا نقدم لها شيئا من الحزن كلما احتجنا مزيدا من المر وعدما تنتهي أحزاننا أو تتجمد في أضلاعنا نموت... بين الموت والحزن تواطؤ وتناقض الموت الذي نظنه بداية حزننا هو نفسه نهاية حزنه ,لذلك لسنا في حاجة لأن نخشى الموت ولكنا نخشى أن تستمر بنا الحياة ونحن حزانى ! )).
- الرجل درع المرأة الواقي ضد كل ماهو خارجي ومؤذ والمرأة درعه الداخلي من انقلابات روحه على جسده كلاهما يحميان بعضهما وإذا كانت المرأة قادرة على الإستغناء عن الرجل وحماية نفسها استنادا إلى المجتمع والقانون فقد لا يجد الرجل ما يغنيه عنها فليس في قوانين الدنيا ما يحمي أرواحنا من انهيار والتفتت لشح الحنان.
- المرأة هي الأقوى دائما في معركة الحياة ولو نشبت هذه المعركة يوما لرفع الرجال الرايات البيضاء قبل النساء.
- على ضفاف السين شاب يجر عجلات كرسيه بأمل ويعلق على ظهره لوحة قرأتها بصعوبة : ((لا تشفق علي , أنا أسعد منك))
- أكثر الأماكن دفئا أحيانا وجوه المسنين إنها تريد أن تخبرنا نحن الذين مازلنا نتسكع أول الطريق عن الكثير من خبايا الحياة ولكن صمت هذه الوجوه يترك لنا تنوعا ثريا للإعتبار .
- لماذا نسأل مادامت الأقدار هي التي تجيب في النهاية ؟ أسئلتنا كلها غثيان فكري لا معنى لها .
- الحزن عنصر ضروري لنكون بشرا أما السعادة فشيء استثنائي وجوده أو عدمه لا يؤثر في إنسانيتنا.
- لعلي أستفيد من خيبتي يا سيدتي لقد تعلمت أن الاستسلام للحزن أحيانا أشجع من مقاومته بعض الأحزان لم تأت لتقاتلنا بل لتعتصم حول جراحنا أمام الأقدار .
- خلقنا الله بشرا كي يفهم بعضما بعضا فلا أحد يفهم نفسه .
- عندما تلتقي أرواحنا بهذا الجنون فلن تقف أجسادنا بعيدا عن حفلة الحب هذه يوما ما لا بد لها أن تلتقي هي الآخرى لأن ذلك الميلان الذي نروي به جهة الروح الظمأى لابد و أن تقابله أيضا أجساد تظمأ هي الآخرى من أول الطريق.
- كم هو الحب عنيف أحيانا لأنه مدفوع بالثورة على كبت متوارث وكم هو خائف أيضا لأن مصير الثورات الفاشلة هو الإعدام .
- الدونجوانية هاجس الكثيرين وبعضهم يزحف نحو رومانسية وحيدة ولا يعود بشيء تتصارع النظريتان في مدينة الأسرار امرأة واحدة لا تكفي ومؤخرا رجل واحد لا يكفي ولكن دائما هناك امرأة ورجل يكفيان بعضهما لو سمح الآخرون بذلك.
- كنت أستغفر الله خيفة منك كلما انتهى التحامنا لم يكن يؤرقني إلا أن يعاقبني الله على عدم تعففي عنك بحرماني منكِ.
- سأتجاوز بعيني الآيات الأولى من سورة النور ستجرحني يوما ما دفاتر القوانين التي أمليتها على نفسي قديما والاستقامة التي اعوجت في وأخشى ألا يقيمها الاستغفار و الحس الدقيق بين جنبي الذي يتمزق بين سحر حبك وآيات موسى .
- الشيء الوحيد الذي عجزت عن قمعه الأنظمة العربية تقريبا هو ألسنة مواطنيها ولو زرعوا المقاهي رجالا ولو جعلوا الكراسي والطاولات نفسها جواسيس على روادها ستبقى سخريتهم أكثر المسكنات الشعبية تداولا.
- إذا أردت لحبك أن ينجح اترك الدفة للأنثى إذا أردت لزواجك أن ينجح أمسك الدفة أنت.
- لا حب يأتي مع التيار يا حبيبتي الحب مثل الأنبياء يبشر بالسعادة وينذر من الشقاء ويحمل بين يديه قنديل الهدى السني ويمشي وحده في الطريق المظلم ولا يتبعه إلا قلة.
- كلها شهوة يا صديقي بعضها يتكئ على حب وبعضها يتكئ على ذنب .
- الحياة ليست إلا محطات حزينة وآخرى مشوبة بالحزن نسميها مجازا سعيدة وما يبقى في ذاكرتك من الماضي يكون بقدر ما كانت آلامك.
- اتخاذ قرار خاطئ خير من عدم اتخاذ أي قرار سمعت طبيبا يقول ذلك.
- عندما يعتذر الرجال فإن نصف اعتذارهم عادة تضحية .
ونصف كرامتهم قرابين تقدم للحب.
- لو جاء الحب كما نريد تماما لتغير شكل الأرض لابد من أن نتنازل حيانا من أجل اكتماله فما دمت لا أستطيع أن أغير شكله فعلي أن أعشقكِ مل البصر وملء السمع وملء الفؤاد واترك تقدير أمور حبك كما يرضاها ضميركِ أنتِ فأنا أشق ضميرك ِ أيضا في جملتك.
- أحيانا نشتهي الموت نظنه أرحم بنا من هذه الحياة.
- قرأت مرة لآكن تشارلز :(( أركان السعادة شيء تقوم به وشيء تحبه وشيء تسعى إليه وشيء تأمله)) وأنا أحبك وأسعى إليك وآملك لكنني أقضم خبز تعاستي منذ سنوات فلماذا يكتبون دائما ما ليس بحق؟.
- أنا أدب على سطح الأرض لأن عندي جملة أحلام أنت سقفها ومتى تحققت أنت لي أنا مطمئنا دون أن أخشى تقلبات الطقس بعد أن نمت سنوات في العراء.
- الجميع يحن إلى الماضي وأنا أكرهه حتى لو كان سعيدا أكره الشعور أني قد أعود إلى الوراء سنوات لكي أتلذ بليلة مر أو منادمة صديق طفولة أو صفو حياة لا أدري ماذا يسمونها في علم النفس ولكني أعترف بأني لا أملك عينين خلف رأسي .
- وأنا لا أعرف أن العلم اكتشف طريقة تعيد المواد أن العلم اكتشف طريقة تعيد المواد التي احترقت إلى صفتها الحقيقة الإحتراق هو اليد التي تسلبنا بها الحياة ما تريد وما تسلبه الحياة لا تستعيد أيدي البشر مهما طالت.
- لولا مس تنغل لمكثت في هذه المدينة أتضور حزنا هي التي تلقتني مشوشا أول ما جئت خائفا أدعي الصلابة فحملت عني حقائب الهموم الثقيلة ومسحت آثار لجوئي كأن لم تكن وأخذت ملابسي التي لوثها وحل اليأس في الطريق لتغسلها وتلبسني ثوب أمل أبيض وتوصيني ألا أوسخه وكنت أمزقه .
- الحب هو الرغبة الأزلية التي تجول في فطرتنا إلحاد صغير لا نعرف سببا لنشوئه ولكنه حين يعلن العصيان المدني يكون هو أول المتمردين وأول الشهداء وأول الخونة.
بدايته هي الوجع اللذيذ الذي يجعلنا نغلق عيوننا عن عواقبه ونسترسل في سحب أنفاس دخانه ولو قضيناه بسنوات العمر .
بدايته هي الوجع اللذيذ الذي يجعلنا نغلق عيوننا عن عواقبه ونسترسل في سحب أنفاس دخانه ولو قضيناه بسنوات العمر .
وبعد الحب؟
لا يوجد شيء بعد الحب , الحب لا ينتهي أساسا.
- كم هم فائضون عن الحاجة هؤلاء الأشخاص يدورون على سواقي اوهم يجترون صدأ حلامهم ويحركون بألسنتهم مرارة العدم الذي يعيشون فيه تدريجيا فقدوا القدرة على التمييز بين تأثير حواسهم وتأثير قلوبهم تساوت عندهم مادية الشيء ومعناه يعيشون في فوضى عارمة من المشاعر واللغات والأوطان والأحلام والدخان والمنفى .
- أتساءل كم ستكون الحياة عادلة لوأنها تحرمنا من كل ما لم نعرف وكم هي قاسية عندما تعرفنا على الشيء ثم تسرقه هو وفرحتنا به.
- إنهم يبكون ربما غير أنبكاءهم هذا رهين موقف وأنا بكائي رهين عمر.
عن رواية سقف الكفاية .. محمد حسن علوان