الاثنين، 19 سبتمبر 2011

قراءة في رواية سقف الكفاية







ربما استعجلت في كتابتي هذه لكنه الإنطباع الأول دائما يبقينا في دائرة التقييم المضطرب والعفوي ربما !

 الكاتب شاب سعودي مهندس في مجالين : الكومبيوتر والمشاعر .. ولج إلى عالم الرواية والشعر شابا صغيرا مبدعا يسمى محمد حسن علوان  ^_^

رواية جميلة شخصياتها ثرية ... وكل شخوصها أبطال من وجهة نظري على الأقل .. ناصر ومها .. ديار و مس تنغل حتى والد ناصر المتوفى كان بطلا في مخيلتي ... أربعة أيام استغرقتها لقراءة هذه الرواية أو ربما لأعيشها .. ناصر ذاك الفتى الذي عانق العشرين ومابعدها كاتب فتي وشاعر مرهف أما مها فتاة مثقفة تقرأ كثيرا وتحب كثيرا وقلبها أشبه بمرر غرف تتوسطه غرفة ملكية أقام فيها ناصر سنة وأربعة أشهر لتنتقل بعدها مها للعيش في غرفة عادية موحشة الزوايا مرغمة كما يتعذر عنها ناصر .. عاش ناصر مع مها ملء حبهما جنونا عقلا خيالا واقعا .. كل هذا في الرياض .. قبل أن تتزوج مها " المخطوبة أصلا " بسالم وتترك ناصر مصلوبا بين خيارين :الموت أو مها .. عانى ناصر ولم تسلم كليتاه كما لم تسلم نفسه .. قرر الرحيل بعيدا إلى بلاد تقتل حزنه  محاولا تشتيت جسده بين جراحات الغربة والفقد والشوق لقناعة في نفسه أن الجرح الواحد أفتك على الجسم.

 يصل ناصر مدينة كندية ماطرة تدعى فانكوفر ليلتقي مس تنغل تلك العجوز التي تعاند الدنيا على كرسيها المتحرك منذ ثلاثين سنة .. والتي عوضها ناصر عن ابنها أما هي فقط شغلت مكانة تشبه مكانة الأم عند ناصر  .. مس تنغل لم تكن الوحيدة هناك كان ديار ذاك العراقي الخشن الذي ميز جبينه عرقان متنافران كدجلة والفرات حسب وصف ناصر  .. عاش ناصر ما يربو عن السنتين تعلم كيف يوظف الحزن وكيف يسقي نفسه دمعا .. كان سخيا في دموعه على عكس عادته قبل أن يحب مها تعلم الكثير من مس تنغل التي ماتت فيما بعد ومن ديار الذي لخص في شخصه بلاد العراق والذي انتقل مؤخرا إلى لندن .. ليبقى ناصر وحيدا يحاول أن يكتب روايته التي لم تنتهِ إلا كما أراد لها بعد أن أعلن ثورته التي تغذت على بقايا يأسه قرر استعادة مها بنفسه ليكمل الرواية في الرياض ومع نشر الرواية التي تخطت البحار لتصل مها تحقق مراد ناصر .!!

الرواية في مجملها تروي الحب والفقد والغربة معا , كما تجرد شخصية الرجل الشرقي الصحراوي بطبعه يجسده إنسانا لا أكثر بدون عاهاته الشرقية المقززة .. كما نلاحظ الإغداق الواضح على الأنثى ووصف أمزجة الشعور لديها . 

هذه قراءتي الأولى ولا أظنها الأخيرة ... اعذروني فأنا لازلت مخدرة ^_^

اقتباسات :

- لا يكون الحب قرارا أبدا , إنه الشيء الذي يختار اثنين بكل دقة ويشتعل بينهما قبل المواجهة ويتركهما في فوضى المشاعر دون دليل إنه يريدهما بذلك أن يتعلما أول دروس الحب كيف يحتاج كل منهما الآخر.

- الأقلام التي تأخذ رؤوس أحزاني وتكمل البكاء على الأوراق هي أقلام تعودت على شكل يدي وطريقتها في إثبات حضورها على الورقة فأنا عشوائي جدا في بذاري ألقي البذور ولا يهم أين وقعت وكيف ستنمو ومن سيرعاها حتى تكبر ففشلت مني الكلمات وتعصمت آخرى فنجت.

- فرق بين الإعتراف المنهمر وبين الذنوب فقط مثل محاضر التحقيق من الإرهاق أن أكون عبر قلم ومتهما ومحاميا ولا شاهد إلا ذاكرة متعبة ولا جريمة إلا حب شارد !

- الكتابة نقص المناعة المكتسبة للروح كما هو الإيدز نقص المناعة المكتسبة للجسد.

تخيلي أن تكون مناعتي ضعيفة إلى هذا الحد وأمرض بامرأة مثلك .

- هل أنفض يدي من حبك الذي جاء من حيث لا أدري , وراح من حيث لا أستطيع اللحاق به ؟

حتى وإن فعلت, أي امرأةٍ تلك التي ستكفيني بعد أن رفعتِ أنتِ سقف الكفاية إلى حد  تعجز عنه النساء؟

- كذبة أن أخصب أوراق الحب هي الصحراء كذبة كل أساطير العشق التي أخرجها التاريخ من عندنا , عذرة هذه قرية خيالية ضاعت مثل إرم حصان سافر عكس اتجاه الحقيقة , الصدق الوحيد هو أن قيسا الذي قبض الجمر بكفيه أمام ورد, وعروة الذي استفهم الحب من شيبات عفراء كلهم كانوا نطفا خاطئة خارج رحم المنطقة .

- خطأ ما وقع لا ندري أين لا ندري متى محا الحب من قائمة المشاعر وكتبه في قائمة الفضائح فصار هذا الحب منبوذا قبل أن يفهم مرفوضا قبل أن يتكلم ومنفيا خارج حدود الوطن حتى قبل أن يفكر في التمرد.

- أنا الذي لا تقتلني أحزاني بقدر ما تقتلني أحلامي آمنت أنه يجب أن أتخلص من الأحلام الزجاجية التي انكسرت وإلا آذتني شظاياها .

- ((عندما لا يمكن للحياة أن تستمر لا بد أننا نحتاج إلى وقفة طويلة للحزن , الحياة تكره أن نتجاهل  ضرباتها لنا , وترفض أن نستمر فيها دون أن نقف عديدا لنعلن انهزامنا أمام سلاحها القدري إننا نقدم لها شيئا من الحزن كلما احتجنا مزيدا من المر وعدما تنتهي أحزاننا أو تتجمد في أضلاعنا نموت... بين الموت والحزن تواطؤ وتناقض الموت الذي نظنه بداية حزننا هو نفسه نهاية حزنه ,لذلك لسنا في حاجة لأن نخشى الموت ولكنا نخشى أن تستمر بنا الحياة ونحن حزانى ! )).

- الرجل درع المرأة الواقي ضد كل ماهو خارجي ومؤذ والمرأة درعه الداخلي من انقلابات روحه على جسده كلاهما يحميان بعضهما وإذا كانت المرأة قادرة على الإستغناء عن الرجل وحماية نفسها استنادا إلى المجتمع والقانون فقد لا يجد الرجل ما يغنيه عنها فليس في قوانين الدنيا ما يحمي أرواحنا من انهيار والتفتت لشح الحنان.



- المرأة هي الأقوى دائما في معركة الحياة ولو نشبت هذه المعركة يوما لرفع الرجال الرايات البيضاء قبل النساء.


- على ضفاف السين شاب يجر عجلات كرسيه بأمل ويعلق على ظهره لوحة قرأتها بصعوبة : ((لا تشفق علي , أنا أسعد منك))



- أكثر الأماكن دفئا أحيانا وجوه المسنين إنها تريد أن تخبرنا نحن الذين مازلنا نتسكع أول الطريق عن الكثير من خبايا الحياة ولكن صمت هذه الوجوه يترك لنا تنوعا ثريا للإعتبار .

- لماذا نسأل مادامت الأقدار هي التي تجيب في النهاية ؟ أسئلتنا كلها غثيان فكري لا معنى لها .

- الحزن عنصر ضروري لنكون بشرا أما السعادة فشيء استثنائي وجوده أو عدمه لا يؤثر في إنسانيتنا.

- لعلي أستفيد من خيبتي يا سيدتي لقد تعلمت أن الاستسلام للحزن أحيانا أشجع من مقاومته بعض الأحزان لم تأت لتقاتلنا بل لتعتصم حول جراحنا أمام الأقدار .

- خلقنا الله بشرا كي يفهم بعضما بعضا فلا أحد يفهم نفسه .


- عندما تلتقي أرواحنا بهذا الجنون فلن تقف أجسادنا بعيدا عن حفلة الحب هذه يوما ما لا بد لها أن تلتقي هي الآخرى لأن ذلك الميلان الذي نروي به جهة الروح الظمأى لابد و أن تقابله أيضا أجساد تظمأ هي الآخرى من أول الطريق.

- كم هو الحب عنيف أحيانا لأنه مدفوع بالثورة على كبت متوارث وكم هو خائف أيضا لأن مصير الثورات الفاشلة هو الإعدام .

- الدونجوانية هاجس الكثيرين وبعضهم يزحف نحو رومانسية وحيدة ولا يعود بشيء تتصارع النظريتان في مدينة الأسرار امرأة واحدة لا تكفي ومؤخرا رجل واحد لا يكفي ولكن دائما هناك امرأة ورجل يكفيان بعضهما لو سمح الآخرون بذلك.

- كنت أستغفر الله خيفة منك كلما انتهى التحامنا لم يكن يؤرقني إلا أن يعاقبني الله على عدم تعففي عنك بحرماني منكِ.

- سأتجاوز بعيني الآيات الأولى من سورة النور ستجرحني يوما ما دفاتر القوانين التي أمليتها على نفسي قديما والاستقامة التي اعوجت في وأخشى ألا يقيمها الاستغفار و الحس الدقيق بين جنبي الذي يتمزق بين سحر حبك وآيات موسى .

- الشيء الوحيد الذي عجزت عن قمعه الأنظمة العربية تقريبا هو ألسنة مواطنيها ولو زرعوا المقاهي رجالا ولو جعلوا الكراسي والطاولات نفسها جواسيس على روادها ستبقى سخريتهم أكثر المسكنات الشعبية تداولا.

- إذا أردت لحبك أن ينجح اترك الدفة للأنثى إذا أردت لزواجك أن ينجح أمسك الدفة أنت.

- لا حب يأتي مع التيار يا حبيبتي الحب مثل الأنبياء يبشر بالسعادة وينذر من الشقاء ويحمل بين يديه قنديل الهدى السني ويمشي وحده في الطريق المظلم ولا يتبعه إلا قلة.

- كلها شهوة يا صديقي بعضها يتكئ على حب وبعضها يتكئ على ذنب .

- الحياة ليست إلا محطات حزينة وآخرى مشوبة بالحزن نسميها مجازا سعيدة وما يبقى في ذاكرتك من الماضي يكون بقدر ما كانت آلامك.

- اتخاذ قرار خاطئ خير من عدم اتخاذ أي قرار سمعت طبيبا يقول ذلك.

- عندما يعتذر الرجال فإن نصف اعتذارهم عادة تضحية .

ونصف كرامتهم قرابين تقدم للحب.

- لو جاء الحب كما نريد  تماما لتغير شكل الأرض لابد من أن نتنازل حيانا من أجل اكتماله فما دمت لا أستطيع أن أغير شكله فعلي أن أعشقكِ مل البصر وملء السمع وملء الفؤاد واترك تقدير أمور حبك كما يرضاها ضميركِ أنتِ فأنا أشق ضميرك ِ أيضا في جملتك.

- أحيانا نشتهي الموت نظنه أرحم بنا من هذه الحياة.

- قرأت مرة لآكن تشارلز :(( أركان السعادة شيء تقوم به وشيء تحبه وشيء تسعى إليه وشيء تأمله)) وأنا أحبك وأسعى إليك وآملك لكنني أقضم خبز تعاستي منذ سنوات فلماذا يكتبون دائما ما ليس بحق؟.

- أنا أدب على سطح الأرض لأن عندي جملة أحلام أنت سقفها ومتى تحققت أنت لي أنا مطمئنا دون أن أخشى تقلبات الطقس بعد أن نمت سنوات في العراء.

- الجميع يحن إلى الماضي وأنا أكرهه حتى لو كان سعيدا أكره الشعور أني قد أعود إلى الوراء سنوات لكي أتلذ بليلة مر أو منادمة صديق طفولة أو صفو حياة لا أدري ماذا يسمونها في علم النفس ولكني أعترف بأني لا أملك عينين خلف رأسي .

- وأنا لا أعرف أن العلم اكتشف طريقة تعيد المواد أن العلم اكتشف طريقة تعيد المواد التي احترقت إلى صفتها الحقيقة الإحتراق  هو اليد التي تسلبنا بها الحياة ما تريد وما تسلبه الحياة لا تستعيد أيدي البشر مهما طالت.

- لولا مس تنغل لمكثت في هذه المدينة أتضور حزنا هي التي تلقتني مشوشا أول ما جئت خائفا أدعي الصلابة فحملت عني حقائب الهموم الثقيلة ومسحت آثار لجوئي كأن لم تكن وأخذت ملابسي التي لوثها وحل اليأس في الطريق لتغسلها وتلبسني ثوب أمل أبيض وتوصيني ألا أوسخه وكنت أمزقه .

- الحب هو الرغبة الأزلية التي تجول في فطرتنا إلحاد صغير لا نعرف سببا لنشوئه ولكنه حين يعلن العصيان المدني يكون هو أول المتمردين وأول الشهداء وأول الخونة.
بدايته هي الوجع اللذيذ الذي يجعلنا نغلق عيوننا عن عواقبه ونسترسل في سحب أنفاس دخانه ولو قضيناه بسنوات العمر .
وبعد الحب؟
لا يوجد شيء بعد الحب , الحب لا ينتهي أساسا.

- كم هم فائضون عن الحاجة هؤلاء الأشخاص يدورون على سواقي اوهم يجترون صدأ حلامهم ويحركون بألسنتهم مرارة العدم الذي يعيشون فيه تدريجيا فقدوا القدرة على التمييز بين تأثير حواسهم وتأثير قلوبهم تساوت عندهم مادية الشيء ومعناه يعيشون في فوضى عارمة من المشاعر واللغات والأوطان والأحلام والدخان والمنفى .

- أتساءل كم ستكون الحياة عادلة لوأنها تحرمنا من كل ما  لم نعرف وكم هي قاسية عندما تعرفنا على الشيء ثم تسرقه هو وفرحتنا به. 

- إنهم يبكون ربما غير أنبكاءهم هذا رهين موقف وأنا بكائي رهين عمر.



                                                                    عن رواية سقف الكفاية .. محمد حسن علوان





















الخميس، 15 سبتمبر 2011

قراءة في كتاب : دور الطلبة في العمل السياسي







مع أن الكتاب لا يتعدى التسع وعشرون صفحة إلا أنه كان عامرا وهذا ليس بغريب على د.عبد الله النفيسي الذي طالما أُخذت بأسلوبه الراقي وهدوءه ورجاحة عقله.

يطرح الدكتور دور الطلبة في العمل السياسي متسائلا عن سبب الإبتعاد أو الإبعاد القسري للطلبة عن الساحة السياسية لافتا إنتباهنا إلى ممارسات القمع - اللطيفة - بداية من الأسرة وتحفظها على انخراط الأبناء في أي نشاط سياسي بدافع الخوف من التعثر في مشاكل مع الدولة "ذاك الوحش الحسن" ومن الأسرة نجدنا نستغل الخطاب الديني الذي يحث على طاعة ولي الأمر ثم الخطاب التربوي الذي يحث الطلبة وبشدة على ممارسة الدراسة ولا شيء غيرها!
ويؤكد الدكتور على أن السياسة لا يمكن اعتزالها فكل تفاصيل حياتنا لها علاقة بالسياسة .. مناهجنا ,طرق تدريسنا , حتى مأكلنا ومشربنا أصبح بيد الساسة … فالملك والأمير والرئيس لا يتقنون سوى تطبيق أفكارهم "هم فقط" لتظهر لنا على هيئة قرار سياسي يطبق حتى على المولود !
أما عن أسباب سقوط الدولة الإسلامية في مستنقعات التخلف في فترة صدر الإسلام فيؤكد الدكتور على أن المسلمين في تلك الحقبة سرحوا بخيالتهم بعيدا شعرا ونثرا وتركوا الواقع لفئات فاسدة لاهم لها سوى التربح - وما أشبه اليوم بالأمس! -  وهذا ربما نفس السبب الذي نأى بالمسلمين القدامى والجدد عن السياسة …الفارق أن الحاكم سابقا لا هم له سوى جمع الضرائب من الرعية وحماية نفوذه أما العامة فهم ملتهون في تفاصيل حياتهم الآخرى وهذا ما ينقصنا نحن اليوم فحتى تفاصيل حياتنا اليومية تكاد لا تخلو من تسلط الحاكم أضف إليها الضرائب "السرقة" !
ثم يعرج الدكتور على مفهوم العمل السياسي وعناصره الثلاث : التنظيم والفكر والجماهير وكيف أنه لا يمكننا النجاح مالم نوفق بين هذه العناصر …فلا تنظيم مالم يكن هنالك فكر واضح وملم توجد جماهير تتبنى وتدعم ذاك الفكر ولا فكر من دون تنظيم والأهم لا جماهير من دون تنظيم وفكر " وهذه القاصمة" ..فهذه الجماهير يجب أن تقتنع بديمقراطية التنظيم وجماهيرية العمل السياسي .. بمعنى احترام الأقلية لرأي الأغلبية وإتقان التقد والنقد الذاتي و لنتحرى نجاح هكذا خطوات يجب أن نفكر جيدا في التعبير الأمين عن قاعدة عريضة جدا من الجماهير... بهكذا نكون قد ربطنا عناصر العمل السياسي والتي بعد ربطها نحتاج معها إلى خط مستقيم لا حياد عنه مع نفسيات جاهزة للتأقلم مع أي متقلبات مهما كانت ومتى كانت غير متناسين أهمية أن نكون دوما "أب تو ديت" وأن نختار تكتيكات مرنة ومجدية !


أما عن ليبيا … وفي محاولة مني لتقريب ما كان يحدث إلى السياسة فقد ردت السيدة الموقرة وبكلنة ليبية مفعمة بالسخرية : معش تتحشمي يا بنت أنا في حياتي ما عتبتها ليبيا ! 

طلبة ليبيا الذين كانوا يسيِّرون المسيرات أيام الملك إدريس – رحمه الله - أصبحوا هم ذاتهم وحوش تلتهم الأصوات الطلابية المطالبة بتنوع سياسي عادل بعد نكبة عام 1969… تطورنا حتى أصبحنا نشحت حقوقنا كطلبة فقط لا غير…أما السياسة فلا شيء يربطنا بها سوى "لا تلعب بالنار" !!

وفي ليبيا الجديدة وبكل تفاؤل - خارق للعادة - سيكون فيها فرص أكبر بإذن الله .. ولو دققنا سنجد طاقات طلابية شابة تفجرت وأسست للإتحادات طلابية في فترة حكم القذافي وأيام الثورة تحديا وتأكيدا على أن الرفض لممارسات القمع ضد الطلبة مرفوض مسبقا وليس جديد عهد وليس وليد يوم وليلة … مع بعض الثغرات إلا أنني أرى تنظيما شبه متكامل وفكرا واضحا وقاعدة  جماهيرية أوضح ... تستند على احترام الآخر وتقدير رأي الأغلبية والأهم النقد والنقد الذاتي .


اقتباس :"إنما الوطن هو الأمن ووالخبز والحرية والمساواة وكل ذلك في إطار من المشاركة السياسية, فالأمن وحده لا يصنع الانتماء للوطن لأن حظيرة الخنازير فيها أمن, والخبز وحده لا يصنع الانتماء للوطن لأن كل مواخير العالم فيها خبز, والحرية وحدها لا تصنع الانتماء للوطن لأن كل أدغال العالم وأحراشه فيها حرية, والمساواة وحدها لا تصنع الانتماء للوطن لأن كل سجون العالم ومعتقلاته فيها مساواة."   
      
                           "   عن كتاب دور الطلبة في العمل السياسي للدكتور عبد الله النفيسي "                   



تنويه : ربما تزعجكم كلمة "الجماهير" كونها أحد المصطلحات القذافية بامتياز لكن " امسحوها في وجهي هههه"











الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

لن تعيشوا مثلها !







عشتها بكل تفاصيلها ... بكل ألم بكل فخر... يصاحبني شعور بالفقد و العزة والسعادة في آن واحد ... كم كانت رائعة ! ...عشت أيامها يوما بيوم ساعة بساعة وكنت أتحسر على كل دقيقة قضيتها وأنا نائمة, في بداياتها تفاءلت بالنصر القريب جدا وكلي أمل في كل جمعة تزورنا أن تكون هي الأخيرة قبل أن نرى " طفلنا الجديد" ... جمعة تتلوها جمعة ويبدو أن الجمعة لم تكن " يوم حظنا " بل كان السبت !
الجميل أنني تغيرت كثيرا والأجمل أنني جربت الموت " لم يكن بعيدا ذات يوم " حتى صوت الرصاص لم يعد سوى عزف ألفته أذناي مشاهد القتل والتدمير والتنكيل لم تزدني سوى إصرارا على أن النصر على بعد شهور ربما " طرحت التفاؤل جانبا هذه المرة " حتى أصوات أولئك المطبلين المساكين وكل الذين كان معمر عشيقهم الأبدي ونسوْ أن ليبيا هي الأم وهي كل شيء ... تقديسهم الغريب كان يشعرني بأنني ربما أكون غريبة وكل الثوار غرباء ! مسرحيات الولاء البالية المبكية المضحكة كانت لا تساوي شيئا أمام مشهد واحد لشباب يحملون أسلحة ثقيلة على أجسادهم الفتية , تلك المشاهد كانت تنفض الغبار عن هويتي الليبية التي لم أشعر بها مذ ولدت .. !


ERROR



ليــــبـــيا الثورة ... اعذريني لست التي تكتب الملاحم ... أنا عاجزة ... أنا مأخوذة !!

.شكرا بابا لأنك ولدت رجعيا وعلمتي الرجعية ^_*
.
.

الصورة عن صفحة  يوميات الثورة الليبية في صور The Libyan revolution's Diary

لنا ثورتنا ولكم خزيكم !



وانتصرت الـثورة... انتصرنا على الخيمة " المشيَّدة " !!